قصص

قصه الدولاب

من يوم ما وعيت ع الدنيا و انا يتيم الأم، أبويا قال لي أن أمي ماتت و هي بتولدني لكن الحمد لله ربنا رزقني بخالتي اللي أتجوزها ابويا بعد موت أمي ب ٤ سنين و تحديدًا بعد ما جوزها اتوفى و اتجوزها ابويا علشان يرعاها هي و بنتها و كمان علشان ترعاني هي، خالتي اللي ربتني مع بنتها اللي كانت أصغر مني بسنتين و اللي كانت اخت ليا بمعنى الكلمة… كبرنا سوا و كان بيتنا بيت سعيد، و مع مرور الأيام كبرنا و دخلت انا الجامعة و اختي بقت في المرحلة الثانوية و مع دخولي للجامعة قابلت عالم جديد كانت هي فيه، أسمها (ندى)… زميلتي في الكلية و جارتي من نفس المنطقة كمان بس مش من نفس الشارع يعني…تقدروا تقولوا كده جيران بس مش قريبين اوي، ف بحكم الشبه جيرة كنا بنرجع من الكلية سوا و كعادة الحكايات اللطيفة حبينا بعض و طلبت من والدي أن انا اخطبها، أحنا مديًا الحمد لله مستورين لأن والدي عنده شركة استيراد و تصدير انا بشتغل معاه فيها حتى و انا بدرس، و كمان عندنا عمارة من ٥ ادوار بانيها والدي ليا و لاختي علشان مانتجوزش برة و نسيبه هو و أمي اللي هي خالتي يعني لكن انا اتعودت اقولها كده بحكم انها هي اللي وعيت ع الدنيا و لقيتها بتربيني، المهم فاتحت ابويا بعد سنتين من الجامعة في موضوع خطوبة ندى و هو رحب جدًا و خصوصًا لما عرف ان والدها يبقى عارفه، و فعلًا تمت الخطوبة و اتفقنا على الجواز بعد التخرج و اتفق والدي أن انا هتجوز في الشقة اللي فوق الشقة اللي احنا عايشين فيها، كل شيء كان مشي تمام و الشقة اتشطبت و اتوضبت قبل التخرج بحوالي سنة و بعد ما اتخرجنا على طول بدأنا نجيب العفش و نحضر للجواز وبما أني كنت مشغول في الشغل انا و ابويا ف كنت مكلف أمي و أختي بمهمة شرا العفش مع ندى و أمها و فعلًا الحمد لله ربنا كرمنا و فرشنا الشقة على أكمل وجه و اتجوزنا و من بعد فرحنا بدأت المصايب….
بعد فرحي انا و ندى طلعنا شقتنا و دخلنا أوضة النوم و طبعًا ندى استأذنت أنها هتدخل الأوضة التانية اللي هي المفروض هتكون أوضة الأطفال عشان تغير هدومها، خرجت ندى و راحت تغير هدومها في الأوضة التانية و انا غيرت هدومي و قعدت في أوضة النوم بستناها لحد ما تخلص و من غير ما اخبي بصراحة كنت متوتر ف فتحت أزاز البلكونة و خرجت وقفت فيها و ولعت سيجارة علشان اهدى شوية من التوتر و العصبية اللي كنت فيها حالي كحال كل اللي بيتجوز جديد و دماغه بتبقى هتنفجر من التفكير في يوم زي ده، المهم خدت الطفاية و علبة السجاير و خرجت وقفت في البلكونة و ولعت سيجارة و انا بحاول أهدي نفسي شوية و كنت سرحان ف الشارع اللي كان فاضي تمامًا لحد ما فجأة حسيت بأيد بتغمض عيني برقة ف توقعت أنها أيد ندى مراتي اللي قولتلها و انا بضحك…
– القمر بيغمي عنيا عشان ماشفهوش بلبس النوم..!
توقعت رد لكن ندى ماردتش و الغريب بقى أن انا بدأت اشم ريحة وحشة أوي جاية من ورايا ف مسكت أيد ندى علشان اشيلها من على عيني لكن أول ما مسكت أيدها أو الأيد اللي كانت على عيني دي حسيت من ملسمها أنها مشعرة جدًا و مليانة شعر بكثافة، بصراحة استغربت لأن دي أكيد مش أيد ندى اللي كنت لسه ماسكها من شوية و كانت ناعمة جدًا و كمان أكيد الريحة الوحشة دي مش ريحة ندى أبدًا ف مسكت الأيد و حاولت اشيلها من على عيني بالراحة لكنها مسكت في راسي أكتر و رفضت أنها تتشال، ف الوقت ده انا حسيت برعشة و برودة في جسمي خلتني مش عارف اتكلم ولا قادر انطق من كتر الرعب، حاولت امسك نفسي و اصلب طولي و اقاوم الأيد اللي مسكاني دي لكن مفيش… كنت حاسس أن انا متكتف، و مع تخشيبة جسمي و رعبي و ربطة لساني الأيد بدأت تضغط أكتر و أكتر على عيني لدرجة أن انا حسيت أن خلاص عنيا هتتعمي من كتر ما الأيدين دي بتضغط عليهم لحد ما مرة واحدة استجمعت شجاعتي و بكل قوتي زقيت راسي لقدام علشان الأيد دي تتشال مع على عنيا تمامًا لكني أول ما فتحت عيني لقيت نفسي شايف الشارع ف وشي، يعني بمعنى أدق كان نصي الفوقاني كله برة سور البلكونة و انا خلاص هقع لتحت لحد ما فجأة حسيت بأيد شدتني من وسطي و مع شدتها سمعت صوت مراتي و هي بتصوت علشان اقع في البلكونة انا و هي، قومت بصيتلها و انا مستغرب من اللي حصل و أول ما بصيتلها قالتلي…
انت اتجننت يا براء…عاوز تنط من البلكونة ليلة فرحنا !
رديت عليها و انا متنحلها…
– انا ماكنتش عاوز انط انا كنت واقف و حسيت بأيد شبه أيدك بتغمي عنيا و لما جيت أمسك الأيد دي لقيتها مليانة شعر و كانت ماسكة ف راسي بقوة و فجأة حسيت أن جسمي اتخشب و لقيت نفسي مش قادر اتحرك ولا قادر اشيل الأيد من على عنيا لحد ما ربنا ألهمني أن انا استجمع كل قوتي و ازق راسي لقدام علشان الأيدين دي تتشال من على عيني لأن من كتر ضغطها على عيني كنت هعمى خلاص، و أول ما عملت كده الأيدين اتفكت و اختفت تمامًا و انا فتحت عيني و أول ما فتحت لقيت نفسي في الوضع ده..!
ردت عليا ندى و هي مستغربة جدًا…
– بس انا مادخلتش الأوضة خالص غير دلوقتي و أول ما دخلت لقيتك واقف في البلكونة و نصك الفوقاني كله برة السور و كنت بتبص على حاجة تحت أو كنت هترمي نفسك ف جريت عليك و شديتك من وسطك و لحقتك بسرعة، مالك يا براء و ليه كنت عاوز تعمل كده ؟!
أول ما قالتلي كده اتعصبت عليها بصراحة و قولتلها…
– مالي ازاي يعني، انا حكيتلك اللي حصلي بالظبط و انتي اللي مش عاوزة تصدقيني ؟!
ردت عليا بهدوء و هي بتقرب مني و بتحط أيديها بحنية على خدي…
– أهدى يا حبيبي أهدى، انا عارفة أنك مضغوط و أعصابك تعبانة لأن النهاردة فرحنا و أكيد بسبب الضغط ده أنت اتهيألك حاجات مش موجودة و…
قاطعتها و انا بشيل أيدها من على وشي و بقولها بعصبية…
– يا ستي متعصب أيه و نيلة أيه، و ربنا ما كان بيتهيألي ولا زفت، أنا كنت واقف في البلكونة بتنيل بشرب سيجارة لأني كنت متعصب و حصل اللي حكيتهولك ده و اللي انا متأكد بقى أنه حقيقي و أن انا مش بيتهيألي.
ردت عليا و هي بتتمشى ناحية السرير…
– أديك قولت اهو أنك متعصب، روق بقى كده و تعالى اقعد جنبي يلا علشان نتعشا.
قالت كده و هي بتقرب ترابيزة صغيرة عليها أكل متحضر؛ ف بصراحة هديت نفسي و قربت منها و قعدت جنبها و قولتلها و انا ببوس راسها…
– ماتزعليش مني يا حبيبتي، انا فعلا متوتر و متعصب بس أقسملك بالله ما كان بيتهيألي و …
سكتتني لما حطت في بقى الأكل و هي بتقول…
– ولا بيتهيألك ولا مش بيتهيألك، الموضوع خلص خلاص و خلينا ننسى أي حاجة تعصب و تضايق.
بدأت آكل و انا ببتسم لندى لحد ما لفت انتباهي حاجة شوفتها في مراية الدولاب اللي قدام السرير، شوفت خيال أو حاجة سودة عدت بسرعة من ورايا، تنحت و بصيت لندى…
– ندى….خدتي بالك من الخيال اللي ظهر في المراية ؟!
بصت لي ندى باستغراب و آكلتني لقمة تانية و هي بتقول…
– كفاية بقى تهيؤات يا حبيبي و يلا كمل بقية أكلك.
المهم أقنعت نفسي أنها تهيؤات و خيالات بسبب توتري و قلقي و كملت أكل و بعد ما خلصنا العشا استعديت للحظة اللي بيتمناها كل عريس و قربت من ندى و مع أول لمسة المسهالها حسيت بحركة غريبة في الأوضة من حواليا و بدأت اسمع أصوات خبط جاية من تحت السرير و من الدولاب و بالتزامن مع الأصوات دي بدأت احس بصداع رهيب و مع كل ده بدأت اشوف ندى شكلها بيتغير و بتبقى شبه الحيوانات و جسمها كله بيبقى مليان شعر و كمان كان خارج منها ريحة كريهة جدًا زي اللي شميتها و انا واقف في البلكونة لما الأيد اتحطت على عيني ف تلقائيًا كده لقيت نفسي ببعد و عنها و هي كانت بتبصلي باستغراب، بعدت عنها و وقفت قصاد السرير و انا ببصلها باستغراب و هي كمان كانت بتبصلي و هي مش فاهمة في أيه و أول ما بعدت عنها و قومت من عالسرير كل حاجة اختفت؛ الأصوات و الصداع و حتى ندى شكلها رجع زي ما كان و كانت قاعدة ع السرير قصادي و بتبصلي باستغراب و هي بتقول…
– مالك يا براء…فيك أيه ؟!
قعدت جنبها و حطيت أيدي على وشي….
– مش عارف يا ندى… مش عارف مالي، انا مش مظبوط من ساعة اللي حصلي و انا واقف في البلكونة.
حطت أيدها على راسي و قالتلي بحنية…
– معلش يا حبيبي، أهدى كده و قوم خد حمام سخن يهدي أعصابك.
شيلت أيدي من على وشي و بصيتلها و انا عنيا بتدمع و جسمي كله كان مبلول من كتر العرق اللي كان مغرقني بسبب الخوف اللي كنت حاسس بيه…
– حاضر يا حبيبتي حاضر.
أول ما قولتلها كده قامت طلعتلي هدوم و وصلتني لحد الحمام، دخلت الحمام و شغلت الدش و وقفت تحت الماية السخنة و انا بحاول استرخي و اهدي نفسي لحد ما فجأة النور اتقطع و انا واقف تحت الماية و مع قطع النور بدأت أسمع أصوات غريبة حواليا في الحمام، في الوقت ده حسيت بخوف و رعب أول مرة احس بيهم في حياتي و خوفي ابتدى يعلى أكتر و أكتر لما الأصوات ابتدت تعلى و مع تزايد أصوات الهمهمات من حواليا قررت اخرج من الحمام بالراحة و بهدوء، قفلت الماية و خرجت من تحت الدش بالراحة و بدأت اتمشى بخطوات ثابتة لكني فجأة وقفت، وقفت لما تحسست بأيدي قصادي كائن أو مخلوق جسمه مليان شعر كثيف و سخن بدرجة مش طبيعية و ريحته كريهة بدرجة خلتني أبعد عنه بسرعة و ارجع لورا و انا خايف، خايف من المجهول اللي قصادي و اللي مش عارف هو عبارة عن أيه، و مع رجوعي بسرعة غصب عني اتزحلقت و وقعت في أرض الحمام و أول ما وقعت ناديت بصوت عالي على ندى لكنها ماكانتش بترد ف قومت وقفت و بدأت الوش في الضلمة بأيديا و انا بقول بصوت عالي عشان اجمد قلبي و اضيع الرعب اللي تملك من كل طرف من اطرافي…
(أنت مين و عاوز مني أيه..؟، أنت مين رد عليا؟؟)
فجأة حسيت بحرارة قوية جاية من ورايا…لفيت بهدوء علشان اشوف اللي واقف ورايا لكني لما لفيت ماشوفتش حاجة بسبب الضلمة بس كنت حاسس بحرارة الجسم اللي كان واقف قصادي و شامم ريحته كويس اللي هي هي نفس الريحة الوحشة اللي شيمتها و انا في البلكونة، نفس الريحة اللي خلتني صرخت بكل قوة…
(أنت ميييين..!)
و أول ما صرخت فيه حسيت بهوا سخن زقني لورا…حاولت اتمالك نفسي لكني ماقدرتش و مع الزقة اللي اتزقتها اتزحلقت للمرة التانية في أرض الحمام لكن المرة دي وقعت على راسي و أول ما وقعت النور رجع تاني و مع رجوع النور بدأت اغيب عن الوعي و انا بنادي على ندى و أخر حاجة شوفتها قبل ما عنيا تغمض كانت رجلين أنسان لكنها مليانة شعر لونة أسود و الرجلين دول كان مكان الضوافر اللي فيهم مخالب طويلة، حاولت ارفع راسي عشان اشوف بقية جسم المخلوق ده لكني ماقدرتش و راسي بدأت تتقل و الدنيا بدأت تضلم حواليا و غيبت عن الوعي…
بعد مدة ماعرفش قد أيه فتحت عيني لقيت نفسي واقف في أوضة النوم بتاعتي، كنت واقف ببص في المراية لكن اللي في المراية ماكنش أنا، اللي في المراية كان حد شبهي بس من غير فتحات في وشه، كانت ملامحه مطموسة و ماكنش باين منه غير عينيه و بس ف بديهيًا كده حطيت أيدي على وشي علشان اتأكد إذا كان اللي في مراية الدولاب أنا ولا لأ، و أول ما عملت كده لقيته بيعمل زي ما انا بعمل بالظبط بس لما حطيت أيدي على وشي أكتشفت أن اللي في المراية ده مش أنا لأن اللي ظاهر في المراية من غير أنف و انا لما لمست وشي لقيت أنفي موجودة، أول ما اكتشفت كده لقيت نفسي غصب عني برجع لورا من الخضة و أول ما رجعت لورا لقيت اللي في المراية قصادي ده رفع أيده و شاور على حاجة ورايا، التفتت علشان اشوف هو بيشاور على أيه لكني مالقتش حاجة ف التفتت تاني و بصيت ناحية المراية و أول ما بصيت لقيت انعكاسي في المراية مش موجود و لقيت اللي ظاهر في المراية و واقف ورايا هم تعبانين كبار بدرجة مخيفة و كان حجمهم واضح اوي لأنهم كانوا واقفين و طولهم كله كان ظاهر؛ لفيت علشان أشوف هم فين لكني برضه ماشوفتش حاجة غير الأوضة اللي لقيتها فاضية من حواليا ف التفتت تاني عشان اشوف أيه اللي في المراية لكن المرة دي شوفت كائن شكله غريب؛ كان طوله زي طول البني أدمين لكن شكله بعيد كل البعد عن كونه بني أدم، كان جسمه طويل و الشعر الأسود الكثيف مغطيه كله لدرجة انه مش باين منه أي ملامح ولا أي حاجة غير عينيه، بصيت عليه بتركيز و بدأت ابص لتحت لحد ما بصيت على رجله، و لما بصيت لرجله أكتشفت أن هي دي نفس الرجل اللي شوفتها في الحمام قبل ما يغمى عليا، أول ما شوفت رجله غصب عني صرخت و رجعت لورا و انا ببص في عينيه اللي ماكنوش عينين لأ دول كانوا جمرتين من النار لما ركزت فيهم حسيت بحرارة جسمي بترتفع و كأن في نار بتحرقني، غصب عني بدأت اصرخ و أول ما صرخت لقيت الكائن ده بيضحك بصوت عالي و مرة واحدة لقيته بيخبط ع المراية بقوة و كأنه محبوس جواها و عاوز يخرج و مع خبطاته المتتالية صوت صراخي بدأ يعلى و صوت ضحكاته بدأ يعلى هو كمان و هو لسه مستمر بالخبط على أزاز المراية لحد ما فجأة الأزاز اتكسر و مع كسرة الأزاز سمعت صوت صرخة عالي أوي و الصوت ده كان بيقول أسم مراتي(ندى)، و مع كسرة الأزاز و الصرخة دي لقيت نفسي بحركة لا أرادية بحط أيدي على وشي و انا بغمض خوفًا من أن الأزاز يخش ف عيني، فجأة كل حاجة سكتت و حسيت أن انا بنام أو بغيب عن الوعي تاني علشان افوق على صوت ابويا و هو بيقول…
– أهو الحمد لله بدأ يفوق..اطمني يا بنتي هيبقى كويس أن شاء الله، هو الدكتور طمنني برة والله و قال أن الأغماءة دي بسبب أنه اتزحلق في الحمام و وقع على راسه.
و بعد كده سمعت صوت ندى بيقرب مني…
– حمد لله ع السلامة يا حبيبي.
فتحت عيني كويس لكني أول ما فتحت حسيت بألم قوي ف راسي ف حطيت أيدي على راسي لقيت حاجة ملمسها غريب…ده شاش…
– أنا فين و أيه اللي حصل ؟
رد عليا ابويا اللي كان واقف جنب السرير و جنبه أمي و أختي…
– حمد لله ع السلامة يا حبيبي، أنت امبارح بالليل دخلت تاخد دش لأن أعصابك كانت تعبانة زي ما مراتك حكت لنا و بعد اما دخلت بشوية ندى سمعتك و انت بتزعق في الحمام و بعد كده بتقول انها سمعت صوت خبطة قوية أو حاجة اتهبدت و سمعتك و انت بتنادي عليها ف فتحت عليك الحمام و دخلت تشوفك مالك ف لقيتك واقع على الأرض و مغمى عليك و في دم حوالين راسك ف لبست و نزلت خبطت علينا و قالتلي على اللي حصل، طلعت معاها انا و امك و اختك و لما طلعت لقيتك مرمي في أرض الحمام و استنتجت بالعقل كده أنك اتزحلقت في الحمام ف شيلتك و خرجتك من الحمام و دخلتك الأوضة بعد ما نضفت الجرح اللي ف راسك راحت على طول امك اتصلت بالدكتور اللي جه و خيطلك الجرح اللي اتسببت فيه الوقعة اللي انت وقعتها و الحمد لله الدكتور طمننا عليك و قال أنك هتبقى كويس و أن اللي عندك ده أغماءة بسيطة بسبب الوقعة و هتفوق منها على طول و بعد ما الدكتور مشي فضلنا قاعدين جنبك لحد ما فوقت اهو الحمد لله.
بعد ما ابويا خلص كلامه سمعت ندى اللي كانت قاعدة جنبي ع السرير بتقول و هي بتعيط…
– يعني ياربي حبيب عمري اللي ماصدقت أننا نتجوز يجراله كده ليلة دخلتنا..!
رد عليها ابويا و هو بيحاول يهديها…
– يا بنتي ماتقوليش كده، استغفري ربنا و بعدين انتوا لسه عرسان جداد و قدامكم العمر كله.
رفعت أيدي بالعافية و حطيتها على شعر ندى و انا بحاول اهديها…
– اطمني يا حبيبتي اطمني، انا كويس الحمد لله.
أول ما ابويا لاحظ أن انا اتحسنت بص لامي و لاختي و قال لهم…
– يلا ننزل احنا بقى و نسيبه يرتاح هو و عروسته، و انتي يا ندى يا بنتي مش هوصيكي…أديله الدوا في ميعاده و أكليه كويس و بأذن الله ربنا يباركلكم في حياتكم.
خلص ابويا كلامه و امي و اختي اتطمنوا و بعد كده نزلوا شقتهم و سابوني مع ندى اللي أول ما بقينا لوحدنا ناديت عليها و سألتها…
– هو أيه اللي حصل امبارح ؟!
ردت عليا و هي مستغربة…
حصل زي ما عمي حكالك يا براء، أنت دخلت و من بعد ما دخلت سمع…
قاطعتها…
– بعد ما دخلت النور قطع صح ؟!
ردت عليا و هي على وشها نفس علامات الاستغراب…
– لا النور ماقطعش، أنت دخلت و بعد ما دخلت بشوية فضلت تزعق و كأنك بتتخانق مع حد و بعد كده سمعت صوت هبدة قوية على الأرض في الحمام و بعد صوت الهبدة سمعتك بتنادي عليا و لما دخلت عليك لقيتك زي ما عمي حكالك كده…
كملت أسئلتي ليها و قولتلها…
– طب انتي سمعتي صوت خبطة ولا خبطتين ؟!
ردت عليا….
– هو في أيه يا براء… أيه الأسئلة الغريبة اللي انت بتسألها دي ؟، و بعدين انت لازم ترتاح لأنك أكيد تعبان من الوقعة اللي وقعتها و كمان شكلك لسه أعصابك تعبانة من امبارح.
أول ما قالتلي كده رديت عليها بعصبية و بغضب…
– يا ستي انا أعصابي مش متنيلة تعبانة، أنا بشوف عفريت و بدأت اشوفه من أول ما وقفت في البلكونة.
بصيتلي باستغراب و كأنها مش مصدقة كلامي، ف رديت عليها….
– انا عارف انك مش مصدقة كلامي لأن انا مابصدقش في الجن و العفاريت و التخاريف دي ولا انتي كمان، بس أقسملك بالله انا شوفت عفريت في الحمام و أقسملك بالله كمان أن النور اتقطع و انا في الحمام.
ردت عليا بعصبية…
– يا براء بقولك والله العظيم النور ماقطعش امبارح خالص.
رديت عليها بعصبية أكتر….
– ما هو يأما انا اللي بشوفه ده جن و لبسني يأما انا اتجننت و بشوف حاجات مش موجودة و انا بقى متأكد أن انا عاقل و متأكد كمان أن اللي بشوفه ده حقيقي زي ما انا شايفك كده و بعدين تعالي هنا، تفسري بأيه أن انا ماقدرتش المسك امبارح ولا قدرت أعمل معاكي زي ما أي عريس بيعمل مع عروسته ليلة دخلتهم.
حطت وشها ف الأرض و قالتلي بصوت واطي…
– يا حبيبي أنت أول ما جيت تلمسني و تقرب مني بدأت تنهج و تحط أيدك على راسك و تتلفت حواليك و…
رديت عليها بعصبية و بصوت عالي أكتر من الأول…
– يعني انتي ماسمعتيش معايا صوت الخبط اللي اتنيلت سمعته امبارح كمان ؟
ردت عليا و هي بتزعق…
– لأ يا براء ماسمعتش حاجة و انت أعصابك تعبانة ولازم ترتاح…
قطع كلامنا صوت جرس باب الشقة اللي راحت عنده ندى و فتحته، و اول ما فتحت الباب سمعت صوت حماتي و حمايا اللي دخلوا الأوضة و هم ملهوفين عليا و كأني ابنهم، سلموا عليا و قعدوا معايا و اطمنوا عليا و بصراحة حماتي كانت ست طيبة و الحمد لله أنها كده لأن لو أي واحدة تانية في مكانها و راحت لبنتها في الصباحية و لقت جوزها نايم متخرشم كده و مالمسش بنتها أكيد هتبصله بصات محرجة و هتقول كلام زي السم، إنما حماتي كانت حقيقي طيبة و كان واضح أن كل همها أن انا أكون بخير و هي و حمايا قالولي نفس كلام ابويا؛ اللي معناه أن احنا لسه عرسان و لسه قدامنا العمر كله و و و و، المهم قعد حمايا و حماتي يتكلموا معايا لحد ما الجرس رن و لما ندى راحت فتحت لقت اللي ع الباب أبويا و امي و اختي جايين يطمنوا عليا و يسلموا على حمايا و حماتي اللي سمعوا صوتهم و هم طالعين عالسلم، دخلوا أهلي و قعدوا مع حمايا و حماتي و مراتي و بدأوا بقى كلهم يتكلموا عن تعبي و عن اللي حصل لي ف الحمام و فضلوا نازلين رغي رغي رغي لحد ما قاطعتهم لما زعقت فيهم…
– بس بقى بس…انا مش تعبان ولا أعصابي تعبانة، أنا ملبوس و بشوف جن.
كلهم سكتوا و بصوا لي باستغراب و قبل ما يقولوا أي كلمة استغليت سكوتهم و حكيت كل اللي شوفته من أول اللي حصل في البلكونة لحد اللي شوفته في الحمام و بعد ما خلصت كلامي لقيت حماتي ردت عليا و قالتلي…
– أنا مصدقاك يا ابني و مؤمنة جدًا بوجود الجن و السحر لأنهم مذكورين في القرأن.
أول ما حماتي قالت كده لاحظت أن أمي وشها اتغير و بصت لحماتي بصة غريبة و بعد كده بصت لمراتي نفس البصة و الغريب في أمي بقى ماكنش نظاراتها لأ…أمي كانت ملامحها متغيرة أو كان شكلها معيطة مثلًا أو كأن بقالها كام يوم مانامتش لكن كل ده كان عادي أنما اللي مش عادي لما لقيتها قالت…
– ربنا يأذي المؤذي يا ابني و يبعد عنك ولاد الحرام.
طبعًا حماتي و مراتي أتحرجوا جدًا و بصوا في الأرض لكن حماتي قطعت الأحراج ده لما قالتلي…
– شوف يا براء يا ابني، أنا اعرف شيخ كويس بيعالج بالقرأن و مابياخدش ولا مليم و ياما فك أعمال و أسحار و كل ده لوجه الله، ده حتى ف مرة يا ابني أبن أخت جوزي كان مش بينام و كان بيقول أنه بيشوف خيال اسود كل ما يجي ينام و لما راح لعم (مرعي) ده يادوب جلستين بالظبط و رجع زي الفل، ولا أيه يا احمد..؟!
قالت حماتي كلامها و هي بتبص ناحية حمايا اللي رد على كلامها و هو بيبصلي…
– الشهادة لله يا ابني الرجل ده تقي و بتاع ربنا و من ساعة ما جه المنطقة عندنا و الكل بيشهدله بالطيبة.
رد ابويا على حمايا و قال له…
– خلاص يا حاج، أحنا نتصل بيه و نخليه يجي يرقي براء و اللي يطلبه هديهوله مفيش مشكلة.
ردت حماتي على ابويا و قالت له…
– يا حاج لأ ده مابياخدش فلوس، بس هو ما بيروحش عند حد و أي حالة تعبانة أو أي حد عاوزه لازم يروحله.
رد عليها ابويا و قال لها…
– خلاص نستنى لما يخف شوية و ناخده و نروح عند الشيخ ده و ربنا يجعل في أيده الشفا بأذن الله.
أول ما ابويا قال كده بصيتله أمي و برقت و هي بتقول…
– أحنا أخرتها هنروح لشيوخ و دراويش يا حاج، و بعدين ابنك لسه عريس و كمان تعبان نقوم بدل ما نوديه لدكتور يشوفه ماله نوديه عند دجال !
قاطعت أمي بعصبية لما قولتلها…
– بس بقى يا جماعة، أولًا انا بقيت كويس و ثانيًا يا أمي انا مش هروح عند دكتور لأن انا متأكد أن اللي عندي ده مش مرض، ثالثًا بقى و ده الأهم انا كويس و اقدر امشي على رجلي و هروح للشيخ ده النهاردة لأن لو حصلي اللي حصلي ده تاني انا ممكن اتجنن أو أموت.
رد عليا ابويا…
– بعد الشر عليك يا ابني..خلاص اللي انت شايفه شوف انت هتروح أمتى و انا هاجي معاك.
رديت عليه…
– حالًا يا بابا…عاوز اروح حالًا.
ردت عليا حماتي…
– طيب يا ابني استنى بس لحد صلاة العصر و بعدها بأذن الله انا هنوديك للشيخ مرعي.
رد عليها ابويا..
– تمام يا حاجة و انا هاجي معاكوا.
ردت عليه أمي…
– و انا كمان هاجي معاكوا.
بص لها ابويا و قال لها بعصبية..
– تيجي معانا فين، هي رحلة..!
حطت أمي وشها في الأرض و بعد كده قامت و خدت أختي و خرجوا من الأوضة و فتحوا الباب و تقريبًا كده أمي زعلت و نزلت شقتها هي و اختي و ده طبعًا سبب لكل اللي قاعدين أحراج قطعه أبويا لما ابتسم لحمايا و قال له و هو بيعتذر…
– معلش يا حاج متزعلش مني…هي الحاجة عصبية شوية بس.
ضحك له حمايا و رد عليه و هو ف عينه نظرة أحراج..
– ولا يهمك يا حاج ولا يهمك.
و بعد كده ندى لطفت الجو شوية و كسرت الأحراج و الكسوف لما قالت لكل اللي قاعدين أنها هتحضر الفطار و حماتي ردت عليها و قالتلها أنها هتقوم معاها تساعدها و خرجوا سوا للمطبخ و سابوني مع ابويا و حمايا اللي فضلوا يتكلموا عن الجن و عن ذكره في القرأن و و و و لحد ما دخلت ندى و قالتلنا أن الفطار جاهز ف ابويا سألني إذا كنت هقدر افطر معاهم ولا مراتي تجيبلي الفطار لحد السرير لكني جاوبته أن انا بقيت كويس و فعلًا قومت فطرت معاهم و بعد الفطار قعدنا شربنا الشاي و فضلنا نتكلم لحد ما فجأة الوقت عدى و جه معاد أذان العصر اللي بعده دخلت غيرت هدومي و بعد كده ندى غيرت هدومها هي كمان و نزلنا انا و هي و امها و ابوها و ابويا و روحنا عند مرعي اللي ساكن في بيت قريب من بيت أهلها، كان بيت بسيط بيدل عن أن أهله ناس غلابة، المهم طلعنا البيت و في الدور الأول خبط حمايا على الباب علشان تفتحله بنت صغيرة ابتسملها و سألها عن الشيخ مرعي ف ردت عليه البنت و قالتله..(جدو لسه راجع من صلاة العصر و قاعد جوة) قالت البنت كلامها ده و بعد كده طلعت واحدة ست رحبت بحمايا و دخلتنا و هي بترحب بينا و بعد دقايق خرج لنا الشيخ اللي بعد السلامات و تشربوا أيه و كل الكلام اللذيذ ده بدأت احكيله عن اللي حصل لي و عن اللي بشوفه و بعد ما خلصت لقيت الشيخ ملامح وشه اتقلبت و قام وقف و قال لي..
– تعالى انت و مراتك ورايا…انت و مراتك بس.
قومت و دخلت وراه أنا و ندى الأوضة اللي هو دخلها و أول ما دخلنا قال لنا (أقفلوا الباب وراكوا)، قفلنا الباب و هو راح قعد على الأرض و كان قصاده حامل كتاب عليه مصحف مفتوح على صفحة معينة ماقدرتش احددها لكني فضلت واقف بتلفت حواليا و انا مستغرب لحد ما هو قال…
انت بتبص حواليك و مستغرب كده ليه ؟، أنت شايف حاجة غريبة ؟
رديت عليه…
– لأ مش شايف حاجة غريبة بس انا مستغرب يعني من شكل الأوضة و كده، أصل اللي احنا بنشوفه في الأفلام أن الشيوخ دول بتبقى أوضهم متعلق على حيطانها حيوانات متحنطة و حاجات غريبة كده أو مثلًا بيكون قصادهم منقد و فيه فحم، لكن انت لابس لبس عادي و أوضتك أوضة عادية و ماقدامكش حاجة غير المصحف.
بص لي و ضحك و شاور ناحية الأرض قصاده و قال…
– أقعدوا..اقعدوا.
ف قعدنا انا و ندى و أول ما قعدنا كمل كلامه و قال…
– دول يا ابني الدجالين و المشعوذين اللي بيبقوا كده، أنما انا بعالج بالقرأن و بس و كمان زي ما انت قولت دي مجرد أفلام أنما خليك فاكر أن دايمًا الحقيقة غير الأفلام في كل حاجة حتى ف اللي انت هتشوفه دلوقتي.
بصيتله باستغراب و انا بسأله…
– هو انا هشوف أيه و بعدين انا مالي أصلًا و فيا أيه ؟!
رد عليا…
– انا لسه ماعرفش مالك و ماعرفش هتشوف أيه أنما كل اللي هقولهولك أنك ماتخافش مهما حصل و مهما شوفت.
و فجأة سكت و حط صباعه على بُقه بحركة معناها أننا نسكت احنا كمان، سكتنا و أول ما سكتنا بص هو في المصحف اللي قصاده و بدأ يقرأ قرأن بصوت عالي و فضل يكرر في بعض الأيات و الغريب بقى أن انا ماتحركتش و ماحصليش أي حاجة ولا حتى شوفت الكائن المُشعر اللي بشوفه ده، بصيتله بقرف و انا بقول بيني و بين نفسي أنه نصاب و حرامي لحد ما فجأة سمعت صوت صرخة مصدرها ندى مراتي اللي لما بصيت عليها لقيتها نايمة على الأرض جنبي و هي عمالة تتشنج بعنف و كأنها بتتكهرب، جيت اقرب منها و اشوف مالها لقيت الشيخ بيقولي…
– أوعى تلمسها و ألا ممكن تتحرق.
سمعت كلامه و بعدت عنها و فضل هو يقرأ و يقرأ بصوت عالي و هي فضلت تتشنج و تتشنج لحد ما سكت فجأة الشيخ و بعد ما سكت بشوية مراتي هديت خالص و مابقتش تتشنج، في الوقت ده الشيخ جاب أزازة ماية من ورا ضهره و ادهالي و هو بيقول…
– رش من الأزازة دي على راسها و فوقها هتفوق على طول.
عملت زي ما قال لي و فعلًا فاقت ندى و أول ما فاقت قالت…
– هو أيه اللي حصل ؟!
رديت عليها و حكيتلها على اللي حصل و كانت المصيبة لما هي حكت اللي شافته لما قالت…يتبع
رديت عليها و حكيتلها على اللي حصل و كانت المصيبة لما هي حكت اللي شافته لما قالت…
– أنا كنت قاعدة و بسمع القرأن اللي الشيخ بيقراه لحد ما فجأة حسيت بخبطة قوية على راسي و بعد كده حسيت بحرارة قوية اوي ف جسمي و حسيت أن انا بتكهرب و لما غمضت عيني حلمت ان انا واقفة ف أوضة نومنا و أن انت يا براء شكلك متغير و جسمك مليان شعر و كنت بتحاول تقرب مني بالعافية و كنت عاوز تغتصبني لحد ما زقيتك و بعدتك عني و فضلت أقرأ قرأن كنت بسمعه بيتقال ف ودني بصوت الشيخ و أول ما عملت كده أنت أو الكائن اللي شبهك ده فضلت تصرخ و تصرخ لحد ما فجأة حسيت بصداع رهيب من صوت صرخاتك و غصب عني غمضت عيني و لما فتحتها لقيتك بتفوقني بشكلك العادي.
بصيت للشيخ اللي لقيته مركز مع ندى و هي بتحكي و قولتله…
– انا مش فاهم…يعني أيه يا عم الشيخ..؟
رد عليا الشيخ و قال…
– المشكلة مش عندك انت…المشكلة عندها هي و هي السبب ف اللي انت شوفته و بأذن الله انا هفضل معاها كل يومين جلسة لحد ما اللي عليها ده يسيبها.
بصيت لندى و رجعت بصيت للشيخ تاني..
– يعني أيه مش فاهم…هو اللي عندها ده عندها منين ولا جالها ازاي ولا أيه سببه ؟
رد عليا الشيخ و قال..
– ده يا ابني ممكن يكون جن عاشق أو عمل معمولها، و ماتقلقش بأذن الله كل شيء هيروح بالتدريج مع التزامكم بجلسات الصرف كل يومين.
خلص الشيخ كلامه و مشيت بعد ما اتفقت معاه أن انا هاخد ندى و اروحله كل يومين عشان يقرأ عليها قرأن، طبعًا روحت انا و ندى و احنا تعبانين احنا الاتنين و بعد ما وصلنا ابويا و أهلها لحد باب أوضتنا دخلنا احنا الاتنين ننام بعد ما هم اطمنوا أن كله بقى تمام بعد ما الشيخ طمنهم قبل ما نوصل، المهم دخلنا أوضتنا و نامت ندى و انا نمت جنبها و أول ما حطيت راسي على المخدة و بدأت اروح ف النوم سمعت صوت خبط جاي من الدولاب اللي قصاد سريرنا، فتحت عيني بسرعة و قومت جري ناحية الدولاب اللي لما فتحته كنت متوقع بقى أن انا هشوف جواه حاجة أو هشوف عفريت أو هيطلعلي منه تعبان مثلًا لكن لما فتحت دُرف الدولاب مالقتش حاجة و كان كل شيء عادي جدًا و ده يمكن اللي خلاني اتعصب و بدأت أصرخ و اخبط في الدولاب بأيدي و رجلي و انا بصرخ و بزعق و كأني بتكلم مع شخص واقف قصادي و اثناء ما انا بزعق و بقول بصوت عالي…(مين اللي بيخبط من جوه، لو انت جن اطلع و وريني نفسك و واجهني، انت بتعمل فينا كده ليه ؟!) سمعت صوت ندى مراتي اللي صحيت على صوتي و هي بتقول…
– في أيه يا براء…انت عمال تخبط في الدولاب كده ليه ؟!
رديت عليها بصوت عالي و بعصبية…
– انا لما جيت اتنيل انام سمعت صوت خبط جوة الدولاب و لما قومت فتحته مالقتش جواه حاجة، الجن بيلاعبني و مش عايزني انام و عاوز يجنني.
قولت كلامي ده و انا بخبط الدولاب خبطة قوية برجلي و أول ما خبطته الخبطة دي سمعت صوت حاجة وقعت من تحت الدولاب و بعد الصوت ده شميت ريحة وحشة اوي، وطيت تحت الدولاب علشان اشوف أيه اللي وقع لقيت أن قاعدة الدولاب الخشبية هي اللي وقعت و مع وقوعها ده وقع منها تراب كتير لونه غامق و هو اللي كان مسبب الريحة دي و كان الظاهر أن دي القاعدة السفلية للدولاب أو قاعدة متركبة مخصوص بعد قاعدة الدولاب نفسها علشان يتحط بينهم التراب ده، أول ما شوفت اللي شوفته ده لقيت ندى مراتي قامت و بصت ناحية القاعدة اللي وقعت و التراب اللي وقع منها و هي حاطة أيدها على أنفها علشان ماتشمش الريحة و قالت…
– أيه ده يا براء..؟
بصيتلها و انا مش فاهم حاجة زيها بالظبط و قولتلها…
– ماعرفش…ماعرفش أيه ده و جه منين و جه هنا ازاي؟
قولت لندى كده و انا بمسكها من دراعها و بخرجها من الأوضة و بعدما خرجتها غيرت هدومي و خرجت من الأوضة و قفلت الباب ورايا و انا بقول لندى..
– خليكي هنا و أوعي تدخلي الأوضة إلا لما ارجع.
و لما سألتني رايح فين ماردتش عليها و نزلت جري على بيت الشيخ مرعي اللي لما روحتله حكيتله اللي حصل بالظبط و هو من نفسه جه معايا علشان يشوف التراب اللي وقع من الدولاب، وصلنا انا و الشيخ البيت و دخلنا على الأوضة اللي كانت لسه مقفولة زي ما هي و أول ما دخلنا الشيخ انزعج جدًا من الريحة لكنه دخل معايا و بص على التراب اللي كان لونه غامق اوي، بص الشيخ على التراب و بعد كده طلب مني كيس يلبسه ف أيده و بعد ما جيبتله الكيس و دخل كف أيده اليمين فيه مسك التراب و بدأ يتحسس ملمسه، و بعد كده رمى التراب و مسك الخشبة اللي وقعت من قاعدة الدولاب و لما طلعها و بصينا عليها لقينا مكتوب فيها كلام مش مفهوم مكتوب بحبر أحمر و وسط الكلام ده كان مكتوب أسمي و أسم مراتي و أسم أمي و أختي !
بصيت على الكلام اللي مكتوب عالخشبة و بصيت للشيخ و انا مش فاهم حاجة و سألته…
– معناه أيه الكلام ده يا عم الشيخ ؟
رمى الشيخ الخشبة على الأرض و بص لي و هو مبرق و قال…
– ده عمل سفلي يا ابني و اللي عامله أصحاب الأسمين دول.
قال الشيخ كده و هو بيشاور على أسم أمي و بعد كده أسم أختي، بصيتله و انا متنح و قولتله…
– أمي و اختي…!، طب ليه و ازاي ؟!
رد عليا الشيخ و هو بيرفع كتافه…
– ماعرفش يا ابني…بس اللي ظاهر قصادي أن الأسمين دول هم اللي عاملين العمل ده اللي المفروض أنه بيكرهك في مراتك و بيخليك تتحول من أنسان طبيعي لأنسان مجنون و مش بس كده؛ ده العمل ده كمان من ضمن اللي مكتوب فيه أنك تتربط و ماتقدرش تلمس مراتك اللي هي كمان بتكون زيك مش طايقاك، و العمل ده معمول لتخريب بيتك و حياتك انت و ندى.
بصيت للشيخ و انا لسه مصدوم و قولتله…
– طب و العمل يا عم الشيخ ؟!
رد عليا و هو بيقوم علشان يقف…
– أحنا ننضف الأوضة من الرمل ده و بعد كده ناخده نرميه في عين الحمام و بعد ما نعمل كده ناخد الخشبة و نولع فيها و بأذن الله العمل هيتفك لكن بعد ده كله أحب انصحك أنك لازم تسيب البيت لأن ممكن يبقى في أعمال في أماكن تانية.
خلص الشيخ كلامه و فعلًا عملت اللي هو قالي عليه و بعد ما رميت الرمل في عين الحمام و حرقت الخشبة تاني يوم على طول روحت قعدت في فندق انا و مراتي لحد ما نلاقي شقة برة البيت ده، لكن كان مهم جدًا أن انا اروح اجيب شوية مستلزمات و حاجات ليا انا و مراتي من الشقة، و لما وصلت العمارة لقيت نفسي غصب عني رجلي واخداني لشقة أمي و ابويا اللي لما خبطت على بابها فتحلي ابويا و أول ما شافني سألني مالي لكني ماردتش عليه و دخلت جري على أوضة أمي اللي لقيتها نايمة ع السرير و كان شكلها تعبان اوي و وشها كانت ملامحه كئيبة و باين عليه غضب ربنا و كانت قاعدة جنبها أختي و هي بتعيط، بصراحة ماهتمتش ولا سألت مالها ولا سألت اختي هي بتعيط ليه لكني استنيت ابويا لما دخل و بدأت اتكلم و انا باصص لأمي…
– أنا عارف من زمان أنك عاوزة تجوزيني بنتك و عارف انك ماكنتيش راضية عن جوازتي من ندى بس كل ده مايخلكيش تعمليلي سحر و تحطيلي رمل و دم في قاعدة الدولاب، انا كنت هموت بسببك….
قطع كلامي ابويا اللي قال…
انت اتجننت ياض انت، أيه اللي انت بتقوله ده !
بصيتله بقرف و بصيت لامي و لاختي و قولت…
– أبقى اسألهم ما هم عندك، أسألهم عن العمل اللي حطوهولي في الدولاب، أسألهم عن العمل اللي كنت هموت بسببه، بس قبل ما تسألهم و قبل أي حاجة انا مش هقعد في البيت ده ولا ساعة كمان و من بكرة هشوف شقة جديدة ليا انا و مراتي اللي أخدتها معايا و روحنا نقعد في فندق لحد ما ربنا يسهل.
قولت اللي قولته ده و سيبتهم و مشيت، مشيت و انا سامع من ورايا صوت خالتي بتنادي عليا و هي بتعيط و بعد كده صوت زعيق ابويا اللي بدأ يتخانق معاها، سيبتهم و نزلت أخدت الحاجات اللي انا محتاجها من شقتي و رجعت على الفندق لمراتي و بعد ما دخلت الأوضة اللي كنا قاعدين فيها بحوالي ساعة لقيت تليفوني رن و كان المتصل أبويا اللي لما رديت عليه سمعته بيعيط و هو بيقول…
– الحقني يا براء يا ابني….أمك نطت من البلكونة و اختك أغمى عليها…ألحقني يا أ…
و بعد كده السكة اتقفلت، نزلت جري من الفندق و روحت ع البيت اللي لقيت قصاده عربيات شرطة و أسعاف و شوفت جثة أمي أو خالتي بقى و هم بيدخلوها عربية الأسعاف و هي متغطية بملاية بيضا مليانة دم من جسمها و لقيت عربية تانية كانت أختي أو بنت خالتي اللي كانت في حالة أغماء ركباها، طلعت جري على شقة ابويا اللي لقيته قاعد فيها بيعيط، قربت منه و وسيته لكنه بص لي و الدموع في عينيه…
– قالت قبل ما تموت انها بتشوف جن هي و بنتها، شكلك كان عندك حق يا ابني…منها لله منها لله هي و بنتها.
وقتها عرفت أن الشيخ كان عنده حق و أنها هي و بنتها أذوني عشان نتطلق انا و ندى و في الأخر اتجوز بنتها، عدى كام يوم على الحادثة و الوضع دلوقتي أن انا بقيت ساكن في شقة إيجار بعيدة عن البيت و عن المنطقة كلها و أمي اندفنت و أختي بقت نزيلة بمستشفى الأمراض العقلية و ابويا بقى قعيد لأنه اتشل بعد اللي حصل و للأسف قرر أنه مايسبش البيت و يفضل قاعد فيه الباقي من عمره لكني ماسيبتوش و جيبتله ناس تخدمه و يخلوا بالهم منه، سيبت البيت و اتخلصت من العمل أه لكني لسه مش قادر اقرب من مراتي ولا امارس معاها حياتي بطبيعية لأني كل ما كنت باجي اقرب منها كنت بشوفها بشكل قبيح جدًا و أوقات كانت هي اللي بتبعد عني و بتقولي أنها شايفاني شبه القرود..!
مرت أيام و انا ع الحال ده و حاولت كتير اروح لدكاترة من بعد ما عرفت أن الشيخ مرعي عزل من بيته لكن برضه مفيش فايدة و برضه كمان حاولت اروح لشيوخ و لدجالين لكن كلهم بلا استثناء كانوا نصابين لحد ما ف يوم شوفت اللي عمري ما كنت اتوقعه، في اليوم ده كان المفروض أن انا هسهر في الشركة لحد الساعة ٣ الفجر علشان جاي لنا طلبية أدوات كهربائية من الصين بس للأسف الطلبية أتأجل ميعادها لتاني يوم ف قررت أن انا اروح الساعة واحدة بعد نص الليل، وصلت عند باب شقتي و فتحت الباب بالمفتاح و دخلت…. لكني وقفت فجأة لما سمعت صوت مراتي بتتكلم مع رجل في أوضة النوم، اتسحبت بالراحة و استغليت فرصة أنها ماحستش أن انا جيت و قربت من باب أوضة النوم اللي كان موارب و شوفت مراتي و هي نايمة عالسرير و كانت شبه عريانة و هي بتكلم حد و ماسكة الموبايل في أيدها و كان من الواضح أنها بتتكلم فيديو كول مع رجل تاني و كانت بتضحك و بتقوله كلام خلاني واقف مصدوم و انا بقول لنفسي.. مراتي بتخونتي مع رجل تاني ؟؟!، أنا لازم اعرف هي بتكلم مين علشان اعرف انتقم منها انتقام يليق بيها و بعملتها السودة.
المهم اتسحبت و روحت ناحية باب الشقة و قفلته بالراحة و بعد كده خبطت على الباب من بره، بعد دقايق فتحتلي مراتي و هي بلبس النوم و كانت مرتبكة جدًا و أول ما شافتني قالت…
– أنت أيه اللي رجعك بدري يا حبيبي !، مش انت قولت أنك هتسهر للفجر في الشركة، و بعدين مافتحتش الباب ليه بالمفتاح..!
رديت عليها بثبات ماعرفش جالي منين…
– مفتاح الشقة اتخلع من الميدالية و نسيته في درج مكتبي، و جيت بدري لأن الشحنة اتأجلت لبكرة.
صدقت ندى كلامي و بدأت اتعامل معاها عادي جدًا لحد ما بعد كام يوم قولتلها أن انا عازمها على العشا في مطعم كبير، انبسطت اوي و فعلًا روحنا المطعم اللي كان من تقاليده أن كل اتنين كابلز داخلين يسيبوا موبايلاتهم برة المطعم علشان يفصلوا عن أي حاجة ممكن تزعجهم، في الوقت ده انا كنت متفق مع صاحب المطعم اللي هو صاحبي أن هيجيله واحد تاني برضه صاحبي هياخد موبايلي و موبايل مراتي اللي فهمتها أن انا عامل لها مفاجأة لكن ف الحقيقة انا كنت قايل لصاحبي (باهر) اللي هو مهندس كمبيوتر و بيفهم في السوفت وير كويس جدًا أنه هياخد الموبايل بتاعي و بتاعها و يرجعهم تاني بعد ما يحطلي برنامج يخليني عن طريقه أقدر اراقب كل حاجة في تليفونها و فعلًا خلصنا قعدتنا و بعد ما خلصنا أخدنا تليفوناتنا و روحنا و تاني يوم الصبح كلمت صاحبي ده و طمنني أن كل شيء تمام و أنه حط البرنامج على تليفونها و خفاه و حطلي برنامج على تليفوني يخليني أقدر اراقب كل حاجة في التليفون بتاعها، و بعد ما اتطمنت أن كل شيء بقى تمام قولت لندى أن انا هسافر يومين برة مصر علشان في شغل هخلصه في دولة عربية لكن انا في الحقيقة ماسافرتش، انا روحت قعدت في فندق و فضلت مراقب تليفونها طول اليومين دول و من خلال مراقبتي عرفت أنها بتخونني مع ابن عمتها اللي هي بتحبه و كان في بينهم علاقة من قبل حتى ما اتجوزها و عرفت كمان انها اتجوزتني علشان فلوسي و عرفت أنها اتفقت هي و ابن عمتها أنهم يعملولي عمل ليا انا و أهلي عند الشيخ مرعي و عرفت كمان أن اقتراح أننا نروحله كان بسبب أن ابن عمتها كان مرتب كل حاجة و كان معرف امها بيه من قبل كده ، فاتوا اليومين و رجعت البيت و كنت بتعامل عادي جدًا و قولت لازم أخد وقتي في التفكير علشان اعرف انتقم منهم لكني للأسف مالحقتش، أنا حاليًا قاعد في الحمام و انا بموت و بطني بتتقطع، أنا مالحقتش انتقم منها و شكلها حطتلي سم ف الماية أو ادتني حاجة و انا نايم خلتني اتسمم…أنا بمووت…بمو…
***********
لحد هنا خلصت حكاية براء اللي موتته مراته بالاتفاق مع ابن عمتها بعد ما شكت أنه بدأ يشك فيها، براء اللي قتلته ندى مراته هي و ابن عمها اللي اتجوزته و ورثت هي و هو كل فلوس و شركات براء و ابوه اللي مات بعد موت ابنه بأيام، و بالنسبة ل أن انا ابقى مين، ف أنا ابقى باهر…باهر مهندس الكمبيوتر اللي حطيت برنامج المراقبة على تليفون ندى لكن لأني فضولي و مابسيبش أي كمبيوتر أو موبايل يقعوا تحت أيدي ألا لما اعرف كل حاجة فيهم و كمان اعرف كل حاجة عن اصحابهم ف انا زي ما خليت براء يقدر يراقب تليفون مراته ف انا كمان حطيت برنامج على تليفونه و تليفون مراته قدرت عن طريقه أراقب التليفونين أو زي ما بنقول كده بلغة المبرمجين (أركب التليفونين) و عرفت كل حاجة من خلال مراقبتي ليهم و مفيش قصادي حاجة عشان اعرف الناس اللي عملته ندى و جوزها الحالي في جوزها القديم غير أن انا ابعتلك القصة دي عشان تحكيها للناس، مع العلم أن انا غيرت أسماء كل الأبطال عشان ماحدش يعرف انا بتكلم عن مين و قبل ما تسألني انا ليه مابلغتش عنهم هقولك أن انا مفيش عندي دليل قاطع ولا مكالمة متسجلة لأن البرنامج ده مابيسمحليش اسجل أي حاجة للأسف…و حتى لو معايا ف انا لو بس فكرت ابلغ هم بسلطتهم الحالية و بفلوسهم و بنفوذهم هيموتوني، دول موتوا الرجل هو و أهله…هيستعصى عليهم موتي ؟!، ماظنش و كمان ماظنش أنهم لو عرفوني هيسيبوني ف حالي أو هيسيبوني أعيش لكن انا بقى قررت احكي حكايتهم عن طريقك و حبيت أوصل لهم أن في حد عارف مصيبتهم و على فكرة انا ماسميش باهر….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى